الاستشهاد فيه:
في قوله: "وأب" حيث عطفه على الضمير المستكن في: "لم يكن" من غير توكيد ولا فصل، وهو شاذ (?)، وفيه نظر؛ لأنه ليس بمضطر إلى رفع أب لأنه كان يمكنه أن يقول: "وأبًا" بالنصب على أنه مفعول معه، وكيف يكون شاذًّا، وقد ورد في صحيح البخاري مثل ذلك، وهو ما روي عن علي - رضي الله عنه - (?) أنه قال: "كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر" (?)، وروي عن عمر - رضي الله عنه - قال: "كنت وجار لي من الأنصار".
قُلْتُ إِذْ أَقْبَلَتْ وَزُهْرٌ تَهَادَى ... كَنِعَاجِ الملَا تَعَسَّفْنَ رَمْلًا
أقول: قائله هو عمر بن أبي ربيعة (?)، وهو من الخفيف.
قوله: "زهر" بضم الزاي وسكون الهاء؛ جمع زهراء، قوله: "تهادى" أصله: تتهادى فحذفت إحدى التائين؛ كما في قوله تعالى: {نارًا تَلَظَّى} [الليل: 14] أصله: تتلظى، ومعناه: تتبختر، و "الملا" بفتح الميم، الصحراء، و "النعاج": جمع نعجة، وأراد بها نعاج الرمل وهي البقر، قوله: "تعسفن" أي: ملن عن الطرق وأخذن في غيرها.
وحاصل المعنى: قلت إذ أقبلت الحبيبة مع نسوة يتبخترن كنعاج الصحراء حين ملن عن الطريق وأخذن في الرمل.