الدرهمان منقولًا النفي إليهما؛ فصار كأنه قال: ما له عليَّ درهم وما له عليّ درهمان (?)، وما قاله مخالف لاستعمال العرب؛ ألا ترى إلى قول الشاعر:
لو اعتصمت ............... ... ...................... إلى آخره
فإنه يرد عليه هذا القول على ما لا يخفى (?).
وَمَا انْتَمَيتُ إِلَى خُورٍ ولَا كُشُفٍ ... ولَا لِئَامٍ غَدَاةَ الرَّوْعِ أَوْزَاعِ
بَلْ ضَارِبينَ حَبِيكَ البِيضِ إِنْ لَحِقُوا ... شُمّ العَرَانِيِن عندَ المَوْتِ لُذَّاعِ
أقول: قائلهما (?) هو ضرار بن خطاب، وهو من قصيدة من البسيط قالها يوم أحد، وأولها هو قوله (?):
1 - أَتَى وجَدِّكَ لَوْلَا مقدمِي فَرَسِي ... إِذْ جَالتْ الخَيلُ بَينَ الجَزْعِ والقَاعِ
2 - مَا زَال مِنْكُم بِجَنْبِ الجزعِ مِنْ أَحَدٍ ... أَصْوَاتَ هَامٍ تَزَاقى أَمْرِهَا شَاعِ
3 - وَفَارِسٍ قَدْ أَصَابَ السَّيفُ مَفْرِقَهُ ... أَفْلَاقُ هَامتهُ كفَرْوَةِ الرَّاعِي
4 - إِني وجدكَ لَا أَنْفَكُّ مُنْتَطِقًا ... بِصَارِمٍ مثْل لَوْنِ المِلْحِ قطاعِ
5 - عَلَى رِحَالةٍ ملواحٍ مُثَابَرَةٍ ... نَحْو الصَّرِيخ إِذَا مَا ثَوَّبَ الدَّاعِي
6 - وما انتميت ............... ... ............................. إلى آخره
7 - شم بها ليل مسترخٍ حمائلُهُمْ ... يَسْعَوْنَ لِلْمَوْتِ سعْيًا غير دَعْدَاعِ