المدح، فإذا كان كذلك فيكون شيء اسم ما [وحميت نعت له، ولذلك أدخل الباء في: مستباح؛ لأنه خبر ما، ولو نصبت شيئًا بحميت لبطل دخول الباء؛ إذ لا يجوز: ما رأيت رجلًا بقائم؛ فتدخل الباء على الصفة وأنت تريد: ما رأيت رجلًا قائمًا] (?).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "حميت" فإنه جملة منعوت بها، والجملة المنعوت بها لا بد من اشتمالها على ضمير يربطها بالمنعوت، وحكمه في جواز الحذف للعلم به كحكم الخبرية، وقوله هذا من قبيل الحذف؛ إذ أصله: ما شيء حميته (?).

الشاهد الرابع والعشرون بعد الثمانمائة (?)، (?)

فَوَافَينَاهُمُ مِنَّا بجَمعٍ .... كَأُسد الغَابِ مُردَانٍ وَشِيبِ

أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري - رضي الله عنه -، وهو من قصيدة طويلة من الوافر (?)، وأولها هو قوله (?):

1 - عَرَفْتُ دِيَارَ زَينبَ بِالْكَثيب ... كَخَط الْوَحْي فيِ الوَرَق القَشيبِ

2 - تَداوَلَهَا الريَاحُ وكُل جَوْن .... منَ الوَسْمي مُنْهَم سكُوب

3 - فَأَمْسَى رَسمهَا خَلْقًا وَأَمْسَتْ ... يبَابًا بَعْدَ ساكِنِهَا الحَبيب

4 - فَدَع عَنكَ التذَكرَ كُل يوم .... وَرُدَّ حَزازَةَ الصَّدْر الكَئيب

5 - وَخَبِّرْ بِالذِي لَا عَيب فيه .... بِصدْقٍ غَيرَ إِخْبَار الكذُوب (?)

6 - بِمَا صَنَع الملَيكُ غدَاةَ بَدْرٍ .... لَنا فيِ المشرِكِينَ مِنَ النصِيبِ

7 - غَدَاةَ كَأَن جَمْعَهُمُ حِرَاءُ .... بَدَتْ أركَانهُ جُنْحَ الغُرُوبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015