إشارة إلى ما ذكر من قوله: "ظلامة"، قوله: "وخاليا": عطف على قوله: "عمي"، أصله: وخالي بسكون الياء، فلما حركت الياء لأجل الضرورة أشبعت ألفًا فصار: خاليا، وقوله: "الأكرمان": صفة لعمي وخاليا.

الاستشهاد فيه:

حيث قدم الصفة على أحد الموصوفين؛ فإن قوله: "الأكرمان" صفة لقوله: "عمي وخاليا"، وقد تقدمت على قوله: "وخاليا"، وذلك نحو قولك: قام زيد العاقلان وعمرو، ومنع ذلك جمهور النحاة (?).

الشاهد الثاني والعشرون بعد الثمانمائة (?)، (?)

............................ ... في أَنْيَابِهَا السّم نَاقِعُ

أقول: قائله هو النابغة الذبياني، واسمه زياد بن عمرو، وتمامه (?):

1 - فَبِتُّ كَأنَي سَاوَرَتنِي ضَئِيلَةٌ .... مِنَ الرُّقْش في أَنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعُ

2 - يُسَهَّدُ مِنْ لَيلِ التِّمَامِ سَلِيمُهَا .... لحلي النسَاءِ في يَدَيْهِ قعَاقِعُ

3 - تنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ مِنْ سُوءِ سُمِّهَا ..... تُطَلقُه حِينًا وحِينًا تُرَاجِعُ

وهي من الطويل.

قوله: "ساورتني": من ساوره إذا واثبه، قوله: "ضئيلة" بفتح الضاد وكسر الهمزة وفتح اللام، وهي الحية الدقيقة، قد أتت عليها سنون كثيرة فقلّ لحمها واشتد سمها، قوله: "من الرقش "بضم الراء وسكون القاف وفي آخره شين معجمة؛ جمع رقشاء وهي حية فيها نقط سود وبيض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015