به؛ أي: ما انتفعت به، وقال ابن مالك (?): يعيج من الكلم التي لا تستعمل إلَّا في النفي.
وهذا البيت يرد عليه، قوله: "ولا مقسئنة": من اقسأن العود إذا صلب، ومادتها: القاف والسين المهملة والهمزة والنون والمقسئنة: الكبيرة العاسية، والعاسية بالعين والسين المهلتين من عسا الشيخ يعسو الشيخ يعسو عسيًا إذا كبر وولى، قوله: "ولا وثبى": من وثب وثبة، وكنى بها عن عدم الصغر؛ يعني لا كبيرة ولا صغيرة بل هي وسط.
الإعراب:
[قوله: "] (?) ولم أر": جملة من الفعل والفاعل المنفي، وقوله: "شيئًا": مفعوله، و "بعد ليلى": كلام إضافي نصب على الظرف، قوله: "ألذه": من لذذت الشيء ألذه لذًّا ولذاذة، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل النصب على أنها صفة لقوله: "شيئًا".
قوله: "ولا منظرًا": عطف على قوله: "شيئًا" أي: ولم أر منظرًا، قوله: "أروى به": جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل النصب على أنها صفة لمنظرًا، قوله: "فأعيج": عطف على أروى.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "فأعيج" وذلك أنَّه قد علم أن شروط ما يصاغ منه فعلًا التعجب ثمانية منها: أن يكون مثبتًا؛ فلا يصاغان من فعل مقصود نفيه لزومًا كم يعِج، أو جوازًا كم يعج، معناه: أن عاج يعيج بمعنى: انتفع لم يستعمل إلَّا منفيًّا، وعاج يعوج بمعنى: مال استعمل مثبتًا ومنفيًّا؛ كذا قال في شرح التسهيل (?)، ولكن نُوزع في اختصاص المعنى بالنفي بوروده مثبتًا في البيت المذكور؛ حيث قال: فأعيج. فافهم (?).
* * *
إلى هنا انتهى المجلد الثالث ويليه المجلد الرابع مبتدءًا بـ: شواهد "نعم وبئس" وما جرى مجراها