وفيه الاستشهاد:
فإنَّه مثل: الحسن الوجهَ، بنصب الوجه؛ فإن الحسن صفة مشبهة، وقد نصب الوجه، وهو معرف بالألف واللام، [وكذلك "الشعر" صفة مشبهة نصب الرقاب وهو معرف بالألف واللام] (?)، (?).
لَقَدْ عَلمَ الأَيْقَاظُ أخفيَةَ الكَرَى ... تَزَجُّجَهَا منْ حَالِكٍ واكْتِحَالهَا
أقول: قائله هو كميت بن زيد الأسدي، وهو من قصيدة هائية (?) من الطَّويل، وقبله هو قوله:
1 - أبُوكَ أبو العَاصِي إذا الحَربُ شمَّرَتْ ... عَنِ السَّاق وابتَزَّ الغُوَاةُ جِلَالهَا
2 - إذا مَا بَدَت بعدَ الخريعِ الذِي أَرتْ ... مَحَاسِنَهَا أَعْفَارهَا وَجَمَالهَا
3 - تُعَرِّضُ لِلْأَيْدِي اللَّوَامِسِ منهم ... روَادِفَهَا مَبذُولَة ودلَالهَا
4 - مُحَلَّقَةَ الأَصْدَاغِ شَمْطَاءَ كشَّفَتْ ... عَنِ الذعرِ المنقُوضِ منهُ فِضالهَا
1 - قوله: "أبوك أبو العاصي إلى آخره" يمدحه ويصفه بمعرفة الحرب وتلقيها بالحزم والصبر عند اغترار الجاهل بها، وشبهها بالخريع وهي العاجزة (?)، وقيل: الناعمة الرخصة، وقال كراع: الخريع: الماجنة المتبرجة، والخريعة بالهاء: الفاجرة، والخراعة: الدعارة ففرق بينهما.
3 - قوله: "مبذولة" أي: مبذولة هي؛ يعني الروادف [ودلالها بالنصب على المعية أي: مع دلالها ولا يعطف على الروادف] (?)؛ لأنَّ الدلال الذي هو الغنج والشكل لا يلمس باليد.
4 - قوله: "محلقة الأصداغ" بالنصب على الحال من الضمير الذي في قوله: "إذا ما بدت".