مبتدأ محذوف؛ أي: هو ممن حملن به.
والمراد به: تأبط شرًّا؛ لأنا قد قلنا فيما مضى: إن أبا كبير قد مدح بهذه القصيدة تأبط شرًّا وكان زوج أمه؛ أي: تأبط شرًّا ممن حملن به، والضمير في حملن يرجع إلى النساء، و "به": في محل نصب على أنَّه مفعول حملن.
قوله: "وهن": مبتدأ، و "عواقد": خبره، وصرف عواقد للضرورة، و "حبك النطاق": كلام إضافي منصوب بعواقد، قوله: "فشب": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر الَّذي يرجع إلى تأبط شرًّا، قوله: "غير مهبل": حال من الضمير الَّذي في: "فشب".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "عواقد حبك النطاق" فإن "حبك النطاق" منصوب بعواقد، وفيه دليل على إعمال اسم الفاعل مجموعًا جمع تكسير (?).
إذا فَاقِدٌ خَطْبَاءُ فَرْخَيِنْ رَجَّعَتُ ... ذَكَرْتُ سُلَيمْى في الخلِيطِ المُزَايِلِ
أقول: قائله هو بشر بن أبي خازم (?).
وهو من الطويل.
قوله: "فاقد" بالفاء في أوله، وهي المرأة التي تفقد ولدها وزوجها، وكذلك ظبية فاقد، قوله: "خطباء" معناه: بيِّنة الخطب، وهو الأمر العظيم، قوله: "فرخين": تثنية فرخ، وأراد به الولد، والفرخ في الأصل: ولد الطائر، قوله: "رجعت" بتشديد الجيم؛ من الترجيع وهو الاسترجاع، وهو أن تقول عند المصيبة: {إنَّا للهِ وَإنَّا إليهِ رَجِعُونَ} [البقرة: 156].
قوله: "في الخليط" بفتح الخاء المعجمة؛ بمعنى الخالط؛ كالنديم بمعنى المنادم، قوله: "المزايل" ويروى: المباين، ومعناهما واحد.