عمالته، فإذا قالوا: فرس نهد الجزارة أو عبل الجزارة، فإنما يراد غلظ اليدين والرجلين وكثرة عصبهما، ولا يدخل الرأس هنا لأن عظم الرأس هجنة في الخيل.
الإعراب:
قوله: "إلا علالة": استثناء من قوله: "ولا عطاء ولا خفارة" استثناء منقطع؛ أي: لا يقبل منكم عطاء ولا خفارة، ولكن نزوركم بالخيل والمضاف إليه فيه محذوف تقديره: إلا علالة سابح لما نذكره الآن -إن شاء الله تعالى- قوله: "أو بداهة سابح": كلام إضافي منصوب لأنه عطف على المستثنى، قوله: "نهد الجزارة": كلام إضافي مجرور؛ لأنه صفة لسابح.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "إلا علالة" أصله: إلا علالة سابح أو بداهته؛ فحذف من الثاني ما تكرر في الأول وهو الهاء؛ كما قال تعالى: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان: 41] ثم أخر سابحًا، وفصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله: "أو بداهة"، وهذا مذهب سيبويه في جميع هذا النوع (?).
وقال الفراء وغيره من الكوفيين والبصريين كالمبرد وغيره: أصله: إلا علالة سابح أو بداهة سابح، ثم حذف المضاف إليه من الأول، ولا فصل على هذا الوجه في البيت بين مضاف ولا مضاف إليه.
والمبرد [رحمه الله] (?) استشهد بهذا البيت على قوله (?):
يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِيٍّ لَا أَبَا لَكُمُ ... لا يَكفِينكُمُ في سَوْأَةٍ عُمَرُ
أراد: إلا علالة سابح أو بداهة سابح، ويا تيم عدي تيم عدي (?)، وقد قيل: إن في كل من القولين مخالفة للأصل؛ أما المبرد فلأنه حذف من الأول لدلالة الثاني عليه (?)، وأما سيبويه فلأنه فصل بين المتضايفين (?)، وقال الفراء: والاسمان مضافان معًا إلى سائح أو قارح على الاختلاف في الرواية، وهذا يلزم منه توارد عاملين على معمول واحد (?).