يقال له زيد، ثم أقيد به بعد فقال شاعر طيء في ذلك.
قوله: "علا" من علا يعلو هذا في المكان، وأما في الشرف والرتبة فيقال: علا يعلي علاء وكلاهما متعد بمعنى فاقه.
قوله: "يوم النقا" بفتح النون والقاف؛ أي: يوم الحرب عند النقا؛ وذلك نحو قولهم: يوم أحد؛ أي: يوم الحرب عند أحد، و "النقا" مقصور، وهو الكثيب من الرمل، وكتب بالألف؛ لأنه من الواو بدليل ظهورها في التثنية: نقوان، ومن قال: نقيان كتبه بالياء، يذكِّرُهم بوقعة جرت في ذلك الموضع وكانت الغلبة لهم، ويروى:
عَلَا زيدُنَا يومَ الحِمَى رأسَ زَيدِكُم ... ................................
كذا رواه المبرد.
[قوله: "] (?) بأبيض" أي: بسيف أبيض وبياضه من صفائه وصقالته، قوله: "ماضي الشفرتين" أي: نافذ الحدين، وشفرة السيف: حدته، وفي رواية المبرد:
....................... ... بأبيَضَ مشحوذ الفرَارِ يَمَانِ
قوله: "يمانِ" منسوب إلى اليمن، والألف فيه عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان، قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد، وها هنا لا يجيء التشديد (?).
الإعراب:
قوله: "علا": فعل ماض، "زيدنا": كلام إضافي فاعله، و"يوم النقا": كلام إضافي نصب على الظرف، وقوله: "رأس زيدكم": كلام إضافي مفعول لقوله: "علا".
قوله: "بأبيض": صفة موصوفها محذوف، أي: بسيف أبيض، والجار والمجرور في محل النصب بأنه مفعول ثان لعلا، قوله: "ماضي الشفرتين": كلام إضافي مجرور تقديرًا لأنه صفة لأبيض، قوله: "يمان": صفة أخرى.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "زيدنا" فإن فيه إضافة الموصوف إلى القائم مقام الوصف، أي: علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم، فحذف الصفتين وجعل الموصوف خلفًا عنهما في الإضافة، واستشهد به الزمخشري، وقال: أجرى زيدًا مُجرَى النكرات فأضافه كما أضيف النكرات فقال: