نوم ليل الهوجل، وجعل الفعل لليل لوقوعه فيه، أي, نام الهوجل فيه، وأراد [بالهوجل] (?) تأبط شرًّا، وأضاف الليل إليه لأجل إسناد النوم إلى الليل.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حوش الفؤاد" فإن الإضافة لم تفد فيه شيئًا من التعريف والتخصيص؛ فلذلك وقع حالًا كما ذكرنا؛ إذ الحال لا يكون إلا نكرة (?).
يَا رُبَّ غابِطِنا لَوْ كَانَ يَطْلبُكُم ... لَاقى مُبَاعَدَةً مِنْكُم وحِرْمَانَا
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة نونية، وهي طويلة جدًّا من البسيط يهجو فيها الأخطل، وأولها هو قوله (?):
1 - بَانَ الخلِيطَ وَلَوْ طُوِّعْتُ مَا بَانَا ... وَقَطَّعُوا مِنْ حِبَالِ الوَصْلِ أَقْرَانَا
2 - حَيِّ المنازِلَ إِذْ لَا نَبتَغِي بَدَلًا ... بالدَّارِ دَارًا ولَا الجِيرَانِ جِيرَانَا
3 - قَدْ كُنْتُ فيِ أَثَرِ الأَظْعَانِ ذَا طَرَبٍ ... مُرَوَّعًا مِنْ حِذَارِ البَيِنْ مِحْزَانَا
4 - يَا رب مكْتَئِب لَو قَدْ نعِيتُ لَهُ ... بَاكٍ وآخَرَ مَسرورٍ بمَنعَانَا
إلى أن قال:
5 - إِنَّ العيونَ التِي فيِ طَرفِهَا مَرَضٌ ... قَتَلْنَنَا ثمَّ لَم يُحْيينَ قَتْلَانَا
6 - يَصْرَعْنَ ذَا اللبِّ حتى لا حَرَاكَ بِهِ ... وَهنَّ أَضْعَف خَلْقِ الله أَرْكَانَا
7 - يا رب غابطنا .............. ... ...................... إلخ
8 - أَرَيْنَهُ الموتَ حَتَّى لا حَيَاةَ بِهِ ... قَدْ كن دِنَّكَ قَبْلَ الموتِ أَدْيَانَا
9 - ظَنِّي بِكم حَسَنٌ من خبرة بكم ... فَلَا تَكونوا كمَن قد كَانَ أَلْوَانَا