الاستشهاد فيه:
في قوله: "منذ" حيث وقع لابتداء الغاية وجر الزمان، وجره في مثل هذا الموضع مرجح على رفعه (?).
مَا زَال مُذْ عَقَدَت يَدَاهُ إزَارَهُ ... فَسَمَا فأَدْرَكَ خَمْسَةَ الأَشْبَار
يُدْنِي كَتَائبَ مِنْ كتَائِبَ تَلْتَقِي ... في ظلٍّ مُعْتَرِكِ العَجَاجِ مُثَارِ
أقول: قائله هو الفرزدق مدح به يزيد بن المهلب، وهو من قصيدة طويلة من الكامل، وقبل قوله: "ما زال":
1 - وَإذَا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُم ... خُضُعَ الرِّقَابِ نَواكِسَ الأَبْصَارِ
وبعدهما هو قوله:
4 - ولقدْ وَطِئتْ يزيد كلَّ مدينةٍ ... بينَ الدُّرُوبِ وبينَ بَحْرِ وَبَارِ
5 - شُعْثًا مُسَومَةً على أكْنافِهَا ... أُسدٌ هَوَاصِرُ بالكماة ضَوَارِي
1 - قوله: "خضع الرقاب" بضم الخاء والضاد المعجمتين؛ جمع خضوع؛ أي: خاضع، و"النواكس": جمع ناكس، وهو المطأطئ رأسه، وهو جمع شاذ؛ كما يقال فوارس في جمع فارس.
2 - قوله: "فسما" أي: علا وارتفع، [قوله: "] (?) وأدرك خمسة الأشبار] معناه: أيفع ولحق حد الصبي؛ لأن الفلاسفة زعموا أن المولود إذا ولد لتمام مدة العمل ولم تعتره آفة في الرحم، فإنه يكون في قده ثمانية أشبار [من شبر نفسه، وتكون سرته بمنزلة المركز له؛ فيكون