فذهب سيبويه إلى أن كاف لولاك وأخواته في موضع جر بلولا (?)، وذهب الأخفش إلى أنها في موضع رفع (?)، وسيجيء مزيد الكلام فيه في البيت الآتي.

قوله: "لم يعرض": فعل منفي، وفاعله قوله: "حسن"، واللام في: "لأحسابنا" تتعلق بقوله: "لم يعرض".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لولاك" فإن فيه حجة على المبرد؛ حيث أنكر مجيء هذا على الفصيح كما ذكرناه.

الشاهد التاسع والخمسون بعد الخمسمائة (?)، (?)

وَكَم مَوْطنٍ لَوْلَايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بأَجْرَامِهِ مِنْ قنَّةِ النيقِ مُنْهَوي

أقول: قائله هو يزيد بن الحكم بن العاص، وهو من قصيدة واوية من الطويل، وأولها هو قوله:

1 - تُكَاشِرُني كَرهًا كَأنَّكَ نَاصِحٌ ... وَعَينُكَ تُبدِي أَنَّ صَدْرَكَ لي دَوي

وقد ذكرناها في شواهد المفعول معه عند قوله (?):

جَمَعَت وفُحْشًا غِيبةً وَنميمةً ... ثَلاثُ خصَالٍ لستَ عَنَها بمرعَوي

قوله: "طحت" بكسر الطاء وضمها، أي: هلكت وسقطت، من طاح يطوح ويطيح، قوله: "كما هوي" أي: كما سقط من هوى يهوي هويًا من باب ضرب يضرب.

قوله: "بأجرامه" الأجرام: جمع جرم، وجرم الشيء جثته، قوله: "من قنة النيق" القنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، ويجمع على قنان، مثل: برمة وبرام، وقنن وقنات، و"النيق" بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره قاف، وهو أرفع موضع في الجبل، ويجمع على نياق، قوله: "منهوي" بضم الميم، الهاوي والمنهوي، كلاهما بمعنى الساقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015