فذهب سيبويه إلى أن كاف لولاك وأخواته في موضع جر بلولا (?)، وذهب الأخفش إلى أنها في موضع رفع (?)، وسيجيء مزيد الكلام فيه في البيت الآتي.
قوله: "لم يعرض": فعل منفي، وفاعله قوله: "حسن"، واللام في: "لأحسابنا" تتعلق بقوله: "لم يعرض".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "لولاك" فإن فيه حجة على المبرد؛ حيث أنكر مجيء هذا على الفصيح كما ذكرناه.
وَكَم مَوْطنٍ لَوْلَايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى ... بأَجْرَامِهِ مِنْ قنَّةِ النيقِ مُنْهَوي
أقول: قائله هو يزيد بن الحكم بن العاص، وهو من قصيدة واوية من الطويل، وأولها هو قوله:
1 - تُكَاشِرُني كَرهًا كَأنَّكَ نَاصِحٌ ... وَعَينُكَ تُبدِي أَنَّ صَدْرَكَ لي دَوي
وقد ذكرناها في شواهد المفعول معه عند قوله (?):
جَمَعَت وفُحْشًا غِيبةً وَنميمةً ... ثَلاثُ خصَالٍ لستَ عَنَها بمرعَوي
قوله: "طحت" بكسر الطاء وضمها، أي: هلكت وسقطت، من طاح يطوح ويطيح، قوله: "كما هوي" أي: كما سقط من هوى يهوي هويًا من باب ضرب يضرب.
قوله: "بأجرامه" الأجرام: جمع جرم، وجرم الشيء جثته، قوله: "من قنة النيق" القنة بضم القاف وتشديد النون مثل القلة، وهي أعلى الجبل، ويجمع على قنان، مثل: برمة وبرام، وقنن وقنات، و"النيق" بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره قاف، وهو أرفع موضع في الجبل، ويجمع على نياق، قوله: "منهوي" بضم الميم، الهاوي والمنهوي، كلاهما بمعنى الساقط.