ابن دريد: قائله بجير بن عبد الله، وسيأتي الكلام فيه مستقصى في باب نعم وبئس، وقبله:

1 - فَذَرْنِي أَصْطَبِحْ يَا بَكْرُ إِنِّي ... رَأَيْتُ المَوتَ نَقَّبَ عَنْ هِشَامِ

وهما من الوافر، وفيه العصب والقطف.

1 - قوله: "نقب عن هشام" أي: هجم عليه.

2 - قوله: "فلم يعدل": [من العدول، والمعنى: لم يعدل الموت من هشام إلى غيره، ولهذا قال: تخيره؛ أي: تخير الموت هشامًا، وما قيل، (?) هو من العدل بالكسر بمعنى الميل، والمعنى: فلم يجعل غيره مثله، فهو معنى بعيد على ما لا يخفى.

قوله: "تهامِي": نسبة إلى تهامة، وهي بفتح التاء هاهنا؛ فلذلك لم تشدد الياء؛ كما تقول: رجل يمان وشآم؛ إلا أن الألف في تهام من لفظها، والألف في: يمان وشآم عوض من ياء النسبة، وعلى هذا يقال: قوم تهامون؛ كما يقال: يمانون، وقال سيبويه: ومنهم من يقول: تهاميّ وشاميّ ويمانيّ بالفتح مع التشديد (?).

الإعراب:

قوله: "تخيره": جملة من الفعل والفاعل والمفعول [فضمير الفاعل هو الموت المذكور في البيت الَّذي قبله، وضمير المفعول هو هشام] (?)، قوله: "فلم يعدل" الفاء فيه تصلح أن تكون للتعليل، و"لم يعدل": جملة من الفعل والفاعل [الَّذي هو الموت، والتقدير: ولم يعدل إلى سواه، أي: إلى غيره كما ذكرناه] (?) [وسواه "مفعوله] (?)، قوله: "فنعم": من أفعال المدح، وهو نقيض بئس، وهو فعل ماض غير منصرف، قوله: "المرء": فاعله، وقوله: "من رجل": تمييز مجرور بمن.

الاستشهاد فيه:

حيث جر بمن ما كان حقه أن ينصب على التمييز، وقد علم أن كل ما ينصب على التمييز يجوز جره بمن ظاهرة، إلا تمييز العدد، والفاعل في المعنى إلا في تعجب أو نحوه؛ كقولهم: لله دره من فارس!، ونحو البيت المذكور فافهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015