الاستشهاد فيه:
في قوله: "فندلًا"؛ إذ التقدير فيه: اندلي ندلًا؛ كما ذكرنا، وهو من قبيل المصدر الذي يأتي بدلًا من اللفظ بفعله؛ كما في قوله تعالى: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: 4] أي: فاضربوا (?).
أَعَبْدًا حَلَّ فِي شُعَبَى غَرِيبًا ... أَلُؤْمًا -لا أَبَا لَكَ- واغْتِرَابًا
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة يهجو بها خالد بن يزيد الكندي، وأولها هو قوله (?):
1 - أخالدَ عادَ وعدُكُمُ خِلابًا ... ومَنَّيْت المواعدَ والكذابَا
2 - أخالدَ كان أهلُكَ لي صديقًا ... فقدْ أمسَوْا بِحُبِّكُمْ حِرَابًا
3 - بِنَفْسِي مَنْ أزورُ فَلا أَراهُ ... ويَضْربُ دونه الخَدْمُ الحِجَابًا
4 - أخالدَ لوْ سَألْتِ عَلِمْتِ أَنِّي ... لَقِيتُ بحبكِ العجبَ العُجابَا
5 - ستطْلُعُ مِنْ ذُرَى شُعَبَى قوافٍ ... على الكِنْدِيِّ تلتهبُ التِهَابَا
6 - أَعَبْدًا حَلَّ فيِ شُعَبَى غَرِيبًا ... أَلُؤْمًا -لا أَبَا لَكَ- واغْتِرَابًا
7 - ويومًا من فزارةَ مستجيرًا ... ويومًا ناشِدًا حَلِفًا كِلابَا (?)
8 - إذا جهلَ اللئيمُ ولم يُقَدِّرْ ... لبعضِ الأمرِ أوشك أن يُصَابَا
وهي طويلة من الوافر.
ويقال: كان السبب في قول هذا الشعر أنه لما هجا الراعي، فقال في هجائه (?):