الباب الثاني: ما يضاد هذا التوحيد أو ينافي كماله

تمهيد:

بعد أن تحدثنا في الباب الأول عن التوحيد، ناسب أن نتكلم في هذا الباب عن ضده؛ إذ بضدها تتميز الأشياء.

والشرك، والكفر، والنفاق شر كلها، ومعرفتا سبب لتوقيعها، كما قال الشاعر:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ... ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه

وقبله قال الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن يدركني" 1.

من أجل ذا كان الحديث في هذا الباب عن أضداد الخير؛ عن الشرك الذي هو ضد التوحيد، وعن الكفر الذي هو ضد الإسلام، وعن النفاق الذي هو ضد الإيمان، كي تحذر وتتقي.

فأقول -ومن الله التوفيق: الإنسان خلق على فطرة التوحيد والإسلام2، ولو تركت هذه الفطرة بعيدة عن المؤثرات، لاستمر صاحبها على لزومها.

وإذا تدخلت المؤثرات في هذه الفطرة، فإنها قد تنحرف عن الخط المستقيم، وعن الهدي الرباني، إذا تضافر لذلك جملة من عوامل الانحراف.

وإذا وجد الانحراف؛ فإنه سيأخذ صورا ثلاثة، هي:

1- الشرك.

2- الكفر.

3- النفاق.

ولنا وقفات مع كل واحد من هذه الانحرافات في الفصول القادمة إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015