الوقفة العاشرة: مع الناقض العاشر الإعراض عن دين الله، فلا يتعلمه، ولا يعمل به.
المراد بهذا الناقض:
الإعراض التام عن دين الله عز وجل، والتولي عن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والامتناع عن الاتباع، والصدود عن قبول حكم الشريعة؛ فلا إرادة له في تعلم الدينن ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه1، ويعرض إعراضا كليا عن جنس العمل الظاهر "الطاعة أو الاتباع".
والإعراض التام الكلي لا يقع إلا ممن تمكن من العلم ومعرفة الحق، وتمكن من العمل، فأعرض، وفرط، وترك ماأوجبه الله عليه، من غير عذر؛ فهذا وأمثاله مفرط بإعراضه عن اتباع داعي الهدى. فإذا ضل، فإنما أتي من تفريطه وإعراضه2.
ويجب أن يعلم أن الإعراض ليس كله مما يخرج من الملة؛ بل الذي يكفر بتركه هو الإعراض عن تعلم الإيمان العام المجمل، والإعراض عن جنس العمل الذي يعد شرطا في صحة الإيمان3، فهذا هو الذي يكفر فاعله لأنه لم يتعلم دين الله، ولم يعمل به.
يقول العلامة ابن القيم عن الإعراض عن تعلم الإيمان المجمل الذي يدخل صاحبه في دائرة الإسلام: والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله، واتباعه فيما جاء به. فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وغن لم يكن كافرا معاندا، فهو كافر جاهل4.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإعراض عن العمل: وقد تبين أن الدين لا بد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه، أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجبا ظاهرا، ولا صلاة، ولا زكاة، ولا صياما، ولا غير من الواجبات5.