الوقفة الخامسة: مع الناقض الخامس من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
المراد بهذا الناقض:
بغض وكراهية الحق من صفات الكفار، كما قال تعالى: {بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون} [المؤمنون: من الآية70] ، وهو أيضا من صفات المنافقين الذين قال الله عز وجل عنهم: {وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُون} [التوبة: من الآية 54] .
فمن أبغض وكره ما شرعه الله عز وجل، أو أبغض وكره التكاليف الشرعية -من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها- وتمنى أن الله لم يكلف بها؛ فهذا لا شك في كفره؛ لأن في صنيعه تركا للقبول والانقياد والتسليم التي تقدم الحديث عن أنها من شروط لا إله إلا الله1.
ولذلك كفر العلماء من اتصف بهذه الصفة، وقالوا: "تكفير هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع"2.
من أدلة على هذا الناقض:
1- قول الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9] ؛ فهؤلاء، كرهوا ما أنزل الله من القرآن -وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم- فلم يقبلوه، بل أبغضوه، ورفضوه فأحبط الله اعمالهم، والأعمال لا تحبط إلا بالكفر الذي يناقض الإيمان.
2- قول الله عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: من الآية63] . ولا ريب أن من أبغض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالف لأمره عليه الصلاة والسلام.
3- قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما: "من ترك السنة كفر"3، وقوله صلى الله عليه وسلم محمول على الترك مع البغض والجحود، أو على ترك منهج النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته التي أوجب على أمته سلوكها4.