الوقفة الأولى: مع الشرط الأول: العلم المنافي للجهل:

المراد بهذا الشروط:

يراد بهذا الشرط: أن نعلم معنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، ومدلولها، علما منافيا للجهل، في النفي والإثبات؛ فننفي الألوهية عن غير الله عز وجل، ونثبتها له وحده؛ بأن نعلم أنه لا معبود بحق غيره.

من الأدلة على هذا الشرط:

1- قول الله عزوجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: من الآية19] .

والعلم هنا لا بد فيه من إقرار القلب، ومعرفته بما طلب منه علمه.

2- قول الله عز وجل: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُون} [الزخرف: من الآية86] .

أي: إلا من شهد بـ "لا إله إلا الله"، وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم1.

3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" 2.

الوقفة الثانية: مع الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك:

المراد بهذا الشرط:

حتى يكون العلم كاملا، يجب أن لا يكون فيه شك ولا ريب؛ فمن علم أن معنى "لا إله إلا الله": لا معبود بحق إلا الله، يجب أن لا يرد عل علمه شك ولا ريب، ويجب أن لا يتردد في الإيمان بمدلولها، وعليه أن يعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله تعالى، وبطلان إلهية غير الله عز وجل بأي نوع من التأله.

من الأدلة على هذا الشرط:

1- قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15] ؛ فاشترط لصدق إيمانهم بالله ورسوله: كونهم لم يرتابو؛ أي لم يشكو، فعلم أنه لا بد من البعد عن الشك في معنى "لا إله إلا الله".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015