رابعا: علاج السحر:
حصل العلاج بأن يقرأ على المسحور: سورة الإخلاص، والمعوذتين، وآية الكرسي، والآيات التي ذكر فيها السحر، وخاصة التي في سورة يونس، في قوله عز وجل:
{مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81] ، شريطة أن يصدر ذلك عن إخلاص، وصدق، وتوكل، وإيمان جازم بأن النافع والضار هو الله عز وجل وحده.
ولو أضاف سبع ورقات من السدر الأخضر، ودقهن، ووضعهن في ماء تقرأ فيه تلك الآيات، ويحسو منها المسحور ثلاث حسوات، ويغتسل بالباقي، لكان ذلك أفضل1.
المسألة الثانية: الكهانة
أولا: تعريف الكاهن
الكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب، وهو لفظ يطلق على العراف، والرمال، والذي يضرب بالحصى، والمنجم2؛ فكل من أخبر عن المغيبات في المستقبل، هو كاهن، وكل من ادعى معرفة علم شيء من المغيبات، فهو إما داخل في اسم الكاهن، او مشارك له في المعنى، فيلحق به3.
فائدة:
سئل الإمام أحمد رحمه الله: الكاهن شرا أو الساحر؟ قال: كل شر4.
ثانيا: حكم الكهانة، مع الدليل
الكهانة محرمة بالكتاب، والسنة، والإجماع.
يقول الله عز وجل مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ} [الطور: 29] .
ووجه الدلالة من هذه الآية على تحريم الكهانة: أن الله عز وجل نفي الكهانة عن نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكهان يدعون علم الغيب. ومجرد ادعاء علم الغيب كفر بواح، فاعتبر الله عز وجل السلامة من الكهانة نعمة. ومفهوم ذلك أن الكهانة تتنافى مع نعمة الإسلام5.