يقول الشيخ صديق حسن خان رحمه الله: من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فلا يخلو؛ إما أن يعتقد أن له تاثيرا في نزول المطر، فهذا شرك كفر "أي أكبر"، وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية؛ كاعتقادهم أن دعاء الميت والغائب يجلب لهم نفعا ويدفع عنهم ضرا.

أما إذا قال مطرنا بنوء كذا مثلا، مع اعتقاد أن المؤثر هو الله وحده؛ لكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم، فالصحيح أنه يحرم"1، وهو شرك أصغر2؛ لأنه نسب نعمة الله إلى غيره، ولأن الله لم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه، وإنما هو فضل منه عز وجل ورحمة، يحبسه إذا شاء، وينزله إذا شاء3.

خامسا: الحلف بغير الله من أنواع الشرك الأصغر:

أولا: الأمثلة عليه: كقول الرجل: وحياتي، والنبي، وأبي، والكعبة، وتربة فلان إلخ.

ثانيا: حكمه، مع الأدلة: هو محرم، وهو شرك أصغر -أصغر في مقابل الأكبر؛ وإلا فهو لي بصغير؛ إذا هو أكبر من بقية الكبائر. وقد حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم لسد الطرق الموصلة إلى الشرك، ولحماية جناب التوحيد، فيجب على العبد التسليم والإذعان.

وقد دلت الأدلة الكثيرة على تحريمه، وعلى أنه من الشرك، ومن تلك:

1- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" 4.

2- جاء رجل إلى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، فقال: احلف بالكعبة؛ فقال:

أحلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحلف بأبيك، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك" 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015