المطلب الثاني: الشرك الأصغر

أولا: تعريف الشرك الأصغر

يعرف الشرك الأصغر بأنه: مساواة غير الله بالله في هيئة الفعل وأقوال اللسان. أو: كل ما أطلل عليه الشرع وصف الشرك، لكنه لا يخرج من الملة1.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: وأما الشرك الأصغر؛ فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك؛ كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة؛ كالحلف بغير الله، وكيسير الرياء، ونحو ذلك2.

ثانيا: حكم الشرك الأصغر، مع دليله

1- الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، ومعصية من أكبر المعاصي، لما فيه من تسوية غير الله بالله عز وجل.

2- الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.

3- الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.

4- الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلما، ولكن شركه لا يغفر له -على الراجح من قولي العلماء، بل يعاقب عليه، وإن دخل بعد ذلك الجنة3.

5- صاحب الشرك الأصغر في الآخرة إن دخل النار لا يخلد فيها. والدليل على الشرك الأصغر: قول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] . وقوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" 4.

ثالثا: من أنواع الشرك الأصغر

ينقسم الشرك الأصغر إلى أنواع، سأذكر منها بإذن الله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015