والباء لا تدغم إلا في مثلها. قرأ أبو عمرو: " لذهب بسمعهم ". وفي الفاء والميم نحو: " اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم ". ولا يدغم فيها إلا مثلها.
والميم لا تدغم إلا في مثلها قال الله تعالى: " فتلقى آدم من ربه ". وتدغم فيها النون والباء.
وافتعل إذا كان بعد تائها مثلها جاز فيه البيان والإدغام. والإدغام سبيله أن تسكن التاء الأولى وتدغم في الثانية وتنقل حركتها إلى الفاء، فيستغنى في الحركة عن همزة الوصل فيقال قتلوا بالفتح. ومنهم من يحذف الحركة ولا ينقلها فيلقى ساكنان فيحرك الفاء بالكسر فيقول قتلوا. فمن فتح قال يقتلون ومقتلون بفتح الفاء ومن كسر قال يقتلون ومقتلون بالكسر، ويجوز مقتلون بالضم اتباعاً للميم لما حكي عن بعضهم مردفين، وتقلب مع تسعة أحرف إذا كن قبلها مع الطاء والظاء والصاد طاء، ومع الدال والذال والزاي دالاً، ومع الثاء والسين ثاء وسيناً فأما مع الطاء فتدغم ليس إلا، كقولك: وأطعنوا. ومع الظاء تبين وتدغم بقلب الظاء طاء أو الطاء ظاء كقولهم أظطلم وأطلم وأظلم. ورويت الثلاثة في بيت زهير:
هو الجواد الذي يعطيك نائله ... عفواً ويظلم أحياناً فيظلم