أكلت عنباً وفتلت قنباً لم تؤثر. وأما قولهم يريد أن ينزعها ويضربها، وهو عندها، وله درهمان، فشاذ والذي سوغه أن الهاء خفية فلم يعتد بها.
وقد أجروا الألف المنفصلة مجرى المتصلة، والكسرة العارضة مجرى الأصلية، حيث قالوا درست علماً ورأيت زيداً ومررت ببابه وأخذت من ماله.
والألف الآخرة لا تخلو من أن تكون في اسم أو فعل، وأن تكون ثالثة أو فوق ذلك. فالتي في الفعل تمال كيف كانت، والتي في الإسم إن لم يعرف انقلابها عن الياء لم تمل ثالثة، وتمال الرابعة. وإنما أميلت العلى لقولهم العليا.
والمتوسطة إن كانت في فعل يقال فيه فعلت كطاب وخاف أميلت ولم ينظر إلى ما انقلبت عنه، وإن كانت في اسم نظر إلى ذلك فقيل ناب ولم يقل باب.
وقد أمالوا الألف ممالة قبلها فقالوا رأيت عماداً ومعزانا.
وتمنع الإمالة سبعة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والخاء والقاف إذا وليت الألف قبلها أو بعدها، إلا في باب رمى وباع فإنك تقول فيهما طاب وخاف وصغى وطغى، وذلك نحو صاعد وعاصم وضامن وعاضد وطائف وعاطس وظالم وعاظل وغائب وواغل وخامد وناخل وقاعد وناقف، أو وقعت بعدها بحرف أو حرفين كناشص ومفاريص وعارض ومعاريض وناشط ومناشيط وباهظ ومواعيظ ونابغ ومباليغ ونافخ ومنافيخ ونافق ومعاليق. وإن وقعت قبل الألف بحرف وهي مكسورة أو ساكنة بعد مكسور لم تمنع عند الأكثر نحو صعاب ومصباح وضعاف ومضحاك وطلاب ومطعام