ويعد المكرب "سمه على" أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان يلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطيع التفريق بينهم، ولا نعرف شيئًا كذلك من أمر والده، وقد جعل "فلبي" مبدأ حكمه بحدود عام "800" قبل الميلاد في كتابه "سناد الإسلام"1 وبحدود سنة "820" قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة "2Le Museon".
وتعد الكتابة الموسومة بـ Glaser 1147، من كتابات أيام هذا المكرب، وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية رضي الله عنهoustrophedon كأكثر كتابات أيام المكربين، ولقصرها ونقصها لم نستفد منها فائدة تذكر في الوقوف على شيء من حياة هذا المكرب3.
وقد عد "كلاسر" الكتابة الموسومة بـGlaser 926 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك "فلبي"4. وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية رضي الله عنهoustrophedon وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها "صبحم بن يثع كرب فقضن"5 وقد ورد فيها اسم "سبأ" و"مرب" أي مدينة "مأرب" و"فيش" "فيشان"، ووردت فيها لفظة "فراهو" أي "سيدة" قبل اسم "سمه علي" الذي كان يحكم شعب "سبأ" في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و"المقه" و"ذت بعدن"6، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب، أو ملك يوم تدوين الكتابة.
والنص المذكور ناقص يكمله النص المرسوم بـCIH 955 على رأي بعض الباحثين7.