من تعبير هذا الزمان في الغالب، وأن الناس لم يعودوا يحفلون بكتابة لقب "ملك لحيان" بعد اسم الملك، وفي هذا الإهمال تعبير عن نظرة التساهل وعن عدم الاهتمام بأمر الملوك1.
ويتبين من النصوص اللحيانية المتأخرة أن هذا الدور الثاني، أي الدور المتأخر من حكم حكومة لحيان، لم يكن حكمًا مستقرًّا وطيد الأركان، لذلك تفشت السرقات، وكثرت حوادث القتل فيه، ويرى "كاسكل" من ورود أسماء في بعض هذه الكتابات اللحيانية المتأخرة يشعر منها أن أصحابها من إفريقيا ومن جنس حامي، احتمال مهاجمة الحبش لساحل البحر الأحمر الواقع فيما بين "لويكة كومة" وحدود مملكة سبأ ونزول الحبشة في هذه الأرضين2.
ويرى "كاسكل" أن الكتابات المشار إليها، هي من زمن يجب أن يكون محصورًا بين السنة "150" والسنة "300" بعد الميلاد، وفي هذه المدة يجب أن يكون وقوع غزو الحبش للسواحل العربية المذكورة3. ويرى باحثون آخرون أن ملك الحبشة الذي يمكن أن يكون قد غزا هذه السواحل، هو الملك Sembruthes وهو من ملوك "أكسوم" وقد عثر الباحثون على طائفة من الكتابات مدونة باليونانية تعود إلى أيامه، ويجب أن يكون غزوه لتلك السواحل قد وقع بين نهاية القرن الرابع للميلاد وبين النصف الأول من القرن الخامس للميلاد4.
ويرى "كاسكل" أن الرومان الذين استولوا على ممكلة النبط لم يبلغوا أرض لحيان، بل وقفوا عند حدود النبط، أو عند أرض تبعد مسافة عشرة كيلومترات عن "ديدان"، بدليل انقطاع الكتابات التي كان يكتبها الجنود الرومان ويتركونها في الأماكن التي ينزلون بها عند الحد المذكور، فلم يعثر السياح على كتابة يونانية بعد البعد المذكور5.
ويظهر من كتابة لحيانية وسمت بـM 28 أن رجلًا من لحيان كان قد زار