من ذلك أنهم كانوا يكسرون ما يأتون به من أشياء يضعونها مع الميت، عند وضعها في القبر، وأنهم كانوا يضعون ما يرون ضرورة وضعه مع الميت في الممرات التي تقع على جانبها غرف الأموات. أما الغرف، فقد كانت مستودعات تحفظ فيها العظام، ولذلك تكدست تكدسًا. وهي عادة عرفت عند أمم أخرى في مختلف أنحاء العالم1.
وفي جملة ما عثر عليه من أشياء ذات قيمة كبيرة من الوجهة الفنية، رأس لفتاة منحوت من رخام أبيض معرق، وقد تدلى شعرها على شكل خصلات مجعدة على الطريقة المصرية وراء رأسها، وكانت أذناها مثقوبتين ليوضع حلق الزينة فيهما، ووجد أن جيدها محلى بعقد. وكانت عيناها من حجر اللازورد الأزرق على الطريقة المصرية، وقد نحت التمثال باتقان وبذوق يلدلان على مهارة وفن، كما عثر على بقايا ملابس وأخشاب متآكلة وعلى حلي بعضه من ذهب، ومن جملته عقد من ذهب، يتألف من هلال فتحته إلى الأعلى، أما حاشيته فإنها مخرمة، وقد زين الهلال باسم صاحبته2.
ومن مدن قتبان مدينة "شور" "شوم"، وقد كان أهلها من قبيلة "ذهربت" "ذو هربة" وقد ذكرت في نص سبق أن تحدثت عنه، وذلك لمناسبة بنائها حصنًا أمام سور المدينة، إذ كان الحصن القديم قد تهدم في عهد الملك "وروال غيلان يهنعم"3. وقد عرفت هذا الحصن بحصن "يخضر" "يخضور".
ومن مدن "قتبان"، مدينة "حرب"، وهي "حريب" وقد ذكرت في الكتابات، واشتهرت عند الباحثين بالنقود التي تحمل اسمها؛ لأنها فيها ضربت وقد أشار "الهمداني" إلى "حريب" وتقع كما يظهر من وصفه في أرض