ثقافيًّا فيمن اختلطوا بهم أو جاوروهم وفيمن خلفهم من خلق.
وقد جاء هؤلاء المعينيون من معين بالطبع، أي من اليمن، فنزلوا في هذه الأرضين التي تقع اليوم في أعالي الحجاز وفي المملكة الأردنية الهاشمية وفي جنوب فلسطين. ومنهم من تاجر مع بلاد الشأم والبحر المتوسط ومصر. بدليل عثور المنقبين على كتابات معينية في جزيرة "ديلوس" من جزر اليونان1، وفي مصر: في "الجيزة"2 وفي موضع "قصر البنات"3. وظهر من كتابة "الجيزة" المؤرخة بالسنة الثانية والعشرين من حكم "بطلميوس بن بطلميوس"، أن جالية معينية كانت في مصر في هذا الزمن، ولعلها من أيام حكم "بطلميوس الثاني"4. وكان المعينيون يتاجرون في القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد بتجهيز معابد مصر بالبخور5، ويرجع بعض الباحثين تأريخ هذه الكتابة، إلى السنة "264- 263 ق. م"6.
وموضع "العلا" المذكور، هو موضع "ديدان" "الديدان" "علت" Ulat في التوراة, وقد قصد به فيها شعب عربي من الشعوب العربية الشمالية، يرجع نسبه إلى "كوش" كما جاء في موضع من "التكوين"7. وإلى "يقشان" من إبراهيم من "قطورة" Keturah في موضع آخر منه8. وقد جعلت "الديدان" متاخمة لأرض أدوم صلى الله عليه وسلمdom، وتقع في الجنوب الشرقي منها9. وذكر في التوراة أن الديدانيين كانوا من الشعوب التي ترسل حاصلاتاها إلى سوق "صور"10 Tyre.