هذا الملك بأمد، الرومان أيضًا في كفاحهم للبارثيين، وذلك سنة "49" بعد الميلاد1. ولم يكن لهؤلاء الملوك من خيار في سياستهم سوى الانحياز إلى الرومان؛ لأنهم كانوا أقوياء، وقد هيمنوا على بلاد الشأم.

ولا نعرف في الوقت الحاضر شيئًا عن الملك "الخديموس"، ولا عن قبيلته Rhambaei، أما عن اسم الملك فيظهر أنه محرف عن أصل عربي هو "الخدم" أو "جديمة" أو "خضم" أو "الخضم"2 وهي من الأسماء المعروفة التي ترد في كتب أهل الأخبار3. أو "الخطيم" وهو اسم معروف أيضًا، ورد في أسماء العرب4، أو اسمًا عربيًّا آخر ابتدأ بـ "ألـ" أداة التعريف.

وأما عن اسم Rhambaei، فيظهر أنه محرف عن تسمية عربية هي: "رحبة" أو "رحاب" أو ما شاكل ذلك5، وترد لفظة "رحبة" كثيرًا في العربية اسم موضع من المواضع، فلعل هذه القبيلة كانت تقيم في موضع اسمه "رحبة" فعرفت به.

ويظهر من هذا الخبر أن القبيلة المذكورة كانت في جملة القبائل العربية التي كانت قد زحفت قبل الميلاد إلى بلاد الشأم، واستوطنت في أطراف "حمص"، وتقدمت بعضها فنزلت في أماكن أبعد من هذا المكان إلى الشمال، حيث المراعي والكلأ والماء، وكانت كلما وجدت ضعفًا في الحكومات الحاكمة لبلاد الشأم، انتهزت فرصته فتقدمت إلى مواضع أخرى في الشمال، حيث يكون الخصب والماء.

وأنقذ العرب "يوليوس قيصر" Julius Caesar من المأزق الحرج الذي وقع فيه، وهو يهم بالقبض على ناصية الحال في الإسكندرية عام "47 ق، م" وإذ أرسل الملك "مالك" Malchu، وهو "مالك الأول بن عبادة"، نجدة مهمة، ساعدته على إنقاذه من الوضع الحرج الذي كان فيه6. كما أنجدوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015