تركت الشعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصبح قاما
كتاب الله ليس له شريك ... وودعت المدامة والندامى
ومن الشعراء المعمرين: "أبو الطمحان" القيني، واسمه حنظلة بن الشرقي من بني كنانة بن القين. زعم أنه عاش مائتي سنة، فقال في ذلك:
حنتني حانيات الدهر حتى ... كأني خاتل أدنو لصيد
قصير الخطو يحسب من رآني ... ولست مقيدا أني بقيد
تقارب خطو رجلك يا سويد ... وقيدك الزمان بشر قيد2
ونسب إليه قوله:
إن الزمان ولا تفنى عجائبه ... فيه تقطع آلاف وأقران
أمست بنو القين أفراقا موزعة ... كأنهم من بقايا حي لقمان3
وقد اختلف فيه، فزعم بعض أنه جاهلي لم يدرك الإسلام، وزعم بعض آخر أنه أدركه. وأنه قال شعرا يتبرأ فيه من الذنوب كالزنا وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، والسرقة، وكان نديما للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية، ونسب له قوله:
وإني من القوم الذين هُمُ هُمُ ... إذا مات منهم ميت قام صاحبه
نجوم سماء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه4