وذكر أن "عبيد الله بن زياد" كان يحرش بين الشعراء، فأمر "حارثة" أن يهجو "أنس بن زنيم"، فقال فيه أبياتا، منها قوله:

وخبرت عن أنس أنه ... قليل الأمانة خوانها

فأجابه أنس بأبيات أولها:

أتتني رسالة مستنكر ... فكان جوابي غفرانها1

وأنس هو القائل لعبد الله بن الزبير، حين تزوج مصعب عائشة بنت طلحة على ألف ألف درهم:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... من ناصح لك لا يريد خداعا

بضع الفتاة بألف ألف كامل ... وتبيت سادات الجنود جياعا

لو لأبي حفص أقول مقالتي ... وأقص شأن حديثكم لارتاعا2

وكان "أسيد بن أبي إياس بن زنيم" الكناني ابن أخي "سارية" الكناني، ممن هجوا الرسول أيضا، فأهدر النبي دمه، فخرج إلى "الطائف" وأقام بها، مثل غيره ممن هجوا الرسول فخافواعلى أنفسهم، فلجأوا إلى ثقيف. فلما كان عام الفتح، خرج مع "سارية بن زنيم"، وقدم على الرسول فأسلم. ومدحه بشعر. وذكر أنه كان قد رثى قتلى بدر، فأهدر النبي دمه. وروي أنه قال في علي بن أبي طالب وفي مخاطبة قريش:

في كل مجمع غاية أخزاكم ... صدع يفوق على المذاكي القرح

هذا ابن فاطمة الذي أفناكم ... ذبحا وقتلا بعضه لم يرتح

لله دركم ألما تذكروا ... قد يذكر الحر الكريم ويستحي3

وورد في رواية أنه كان قد أسلم وأدرك "أحدا". وتشابه قصته في هدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015