لم يكن معروفا إذ ذاك من الناس. فهو يرى أن الجاهلية بأيامها وبمثلها وبرجالها وبقبائلها، وبمروءتها، أحسن حالا من الأيام الجديدة التي أخذت مكانها، والتي أحلت الموالي ونكرات الناس محل السادة الأشراف1.
وكان قد تزوج "الدهماء" زوجة أبيه في الجاهلية، على عادتهم في تزوج نساء الآباء، وأحبها حبا شديدا، فلما جاء الإسلام وحرم هذا الزواج، اضطر إلى تطليقها، وهو مكره، فكان يقول:
هل عاشق نال من دهماء حاجته ... في الجاهلية قبل الدين مرحوم2
ولعل هذا الطلاق، كان في جملة العوامل التي جعلته يحن إلى الجاهلية ويذكرها بخير.
ومما ينسب إليه قوله:
فاخلف وأتلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله
وأيسر مفقود وأهون هالك ... على الحي من لا يبلغ الحي نائله
وقوله:
خليلي لا تستعجلا وانظرا غدا ... عسى أن يكون الرفق في الأمر أرشدا3