و "النابغة" الجعدي، هو: "أبو ليلى عبد الله بن قيس"، أو "قيس بن عبد الله بن عدس"، وقيل: "حبّان بن قيس"، "حيان بن قيس"، وغير ذلك. قيل له "النابغة"، لأنه كان يقول الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل: نبغ. قيل إنه كان قديما شاعرا مفلقا طويل العمر في الجاهلية وفي الإسلام، حتى زعم أنه كان أسن من النابغة الذبياني، واستدلوا على طول عمره بأبيات زعموا أنه قالها هي:
ألا زعمت بنو أسد بأني ... أبو ولد كبر السن فاني
فمن يك سائلا عني فإني ... من الفتيان أيام الختان
أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجتان
وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من السيف اليماني1
وذكر "السجستاني" في كتاب المعمرين، أنه عاش مائتي سنة. وهو القائل:
قال"؟ " أمامة كم عمرت زمانه ... وذبحت من عنز على الأوثان
ولقد شهدت عكاظ قبل محلها ... فيها وكت أعد من الفتيان
والمنذر بن محرق في ملكه ... وشهدت يوم هجائن النعمان
وعمرت حتى جاء أحمد بالهدى ... وقوارع تتلى من القرآن
ولبست في الإسلام ثوبا واسعا ... من سيب لا حرم ولا منان2
وهو عند الأخباريين أسن من النابغة الذبياني وأكبر، واستدلوا على أنه أكبر من النابغة الذبياني، بأن النابغة الذبياني كان مع النعمان بن المنذر، وكان النعمان ابن المنذر بن محرق. وقد أدرك النابغة الجعدي المنذر بن محرق ونادمه، ولكن النابغة الذبياني مات قبله، وعمر بعده عمرا طويلا. ذكر بعضهم أنه عمر مائة وثمانين وذكر بعضهم أنه عمر أكثر من ذلك حتى ذكر بعض منهم أنه عمر مائتين