قال ذلك تعبيرا عن حمقها، فالنشم شجر من أشجار الجبال تتخذ منه القسي، والثمامة نبت قصير يضرب به المثل في الضعف، وذلك حمقها: أن تجمع بين ضعيف وقوي، فيتكسر عشها ويقع البيض فينكسر1.
وقد تطرق "العباس بن مرداس" إلى ذكر "الغول"، فقال:
أصابت العام رعلا غول قومهم ... وسط البيوت ولون الغول ألوان
وهو يشير بذلك إلى تلون الغول2.
وفي شعر "زيد الخيل" إشارات إلى عادة تعليق الحلي، وخشخشة الخلاخيل على السليم، ليبرأ ويشفى، إذ يقول:
أيم يكون النعل منه ضجيعه ... كما علقت فوق السليم الخلاخل
ونجد مثل ذلك في أشعار شعراء آخرين3.
ومن مذاهب أهل الجاهلية المذكورة في الشعر، أنهم كانوا يستسقون السحائب لقبور من فقدوه من أعزائهم، ويستنبتون لمواقع حفرهم الزهر والرياض، قال النابغة:
فلا زال قبر بين تبنى وجاسم ... عليه من الوسمي طل ووابل
فينبت حوذانا وعوفا منورا ... سأتبعه من خير ما قال قائل
وكانوا يجرون هذا الدعاء مجرى الاسترحام4.
وفي شعر بعض الشعراء أن الحياة لا تدوم، وأن المال وإن كان أساس هذه الحياة، لكنه متاع أيام وكل ذاهب. فبينما هو يجمعه ويحرص عليه، إذا به يعيث همج هامج، وما المال إلا عارة فاخلف وأتلف، فكله مع الدهر ذاهب، هذا "الحارث بن حلزة" اليشكري، يقول: