فلا تحسبني كافرا لك نعمة ... على شاهدي يا شاهد الله فاشهد

وشاهدي، يعني لساني، ويا شاهد الله، يريد الملك الموكل به. وكان هذا من إيمان العرب بالملكين. وقد نسبواهذه العقيدة إلى بقية من دين إسماعيل1، وزعموا أن العرب ممن أقام على دين إسماعيل، إذا حلفت تقول: وحق الملكين، فكان الأعشى ممن أقام على دين إسماعيل والقول بالأنبياء. "والأعشى ممن اعتزل وقال بالعدل في الجاهلية"2.

ونسب إلى "لبيد" العكس، أي القول بالجبر، واستدل من نسبه إلى الجبر، بقوله:

إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريثي والعجل

أحمد الله فلا ند له ... بيديه الخير ما شاء فعل

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل3

وقد قال بعض العلماء: إن هذه الأبيات لا تشير حتما إلى مذهب لبيد في الجبر، وأنها لا تكون سببا في نسبة الجبر إليه، وقد تأولها، وأوجد لها مخارج في إبعاد القول بالجبر عنه. ثم قال: "اللهم إلا أن يكون مذهب لبيد في الإجبار معروفا بغير هذه الأبيات، فلا يتأول له هذا التأويل، بل يحمل على مراده على موافقة المعروف من مذهبه"4.

وينسب إلى "زهير بن أبي سلمى" قوله:

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015