و "النابغة" الذبياني من المتألهين كذلك، فقد نسبوا له شعرا، ذكر أنه اعترف فيه بوجود الله، إذ قال:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب1
ونجده في معلقته يقول:
إلا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحددها عن الفند2
ونراه يذكر مكه في شعره:
والمؤمن العائذات الطير تمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسعد3
وورد اسم الله في قوله:
أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر معروف ولا العرف ضائع
أي ما يريد الله إلا عدل النعمان بن المنذر، وإلا وفاءه، فلا يدعه أن يجور ولا أن يغدر، فلا النكر يعرفه النعمان، ولا الجميل يضيع عنده4. ومعنى هذا أن النابغة كان يرى أن الله هو الذي يقدر الأمور للناس، وأن الإنسان مسير بأمر الله.
و"الحارث بن حلزة" اليشكرى من هذا الفريق كذلك، لقوله:
فهداهم بالأسودين وأمر الله ... بلغ تشقى به الأشقياء5
ولقوله:
وفعلنا بهم كما علم الله ... وما إن للحائنين دماء6