له صاحبته: "سباك الله"1، مما يدل على أنه كان مؤمنا معتقدا به. ونجده يذكر الله في أشعاره الأخرى2.
وزعم أهل الأخبار أن "الأفوه بن مالك" الأودي، كان من المتألهين كذلك، وأنه لما شعر بدنو أجله، أوصى قومه: مذحج، بتقوى الله، وصلة الأرحام، وحسن التعزي عن الدنيا بالصبر3.
وورد في معلقة "عبيد بن الأبرص" قوله:
من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب4
ويجب إدخال زهير في جملة المتألهين أيضا، فقد ذكر أنه كان يتأله ويتعفف في شعره ويؤمن بالبعث، ونسبوا له قوله:
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم5
وهو يقسم في معلقته بالبيت، فيقول:
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله ... رجال بنوه من قريش وجرهم6
فهو مؤمن بالله العلام بما في نفوس الناس، فلا تخفى عليه خافية، ومهما حاول الإنسان كتمان سره في قرارة نفسه، فإن الله لايخفى عليه سره، ولا يفوته أبدا7.
وتنسب لزهير قصيدة مطلعها:
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا
بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا