بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وعينا كلما شئت استقيت

وأطما تزلق العقبان عنه ... إذا ما ضامني أمر أبيت1

وقد زعموا أنه عرف بـ "الأبلق الفرد". أخذوا ذلك من شعر نسبوه إلى السموأل، هو:

هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ... يعز على من رامه ويطول2

وذكروا أنه إنما عرف بالأبلق، لأنه كان في بنائه بياض وحمرة، وقيل لأنه بني من حجارة مختلفة الألوان3. وقد ذكر في شعر الأعشى:

وحصن بتيماء اليهودي أبلق4

وفي شعر آخر له أيضا هو:

بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير ختار5

وزعم أهل الأخبار، أن الزباء "ملكة الجزيرة" قصدته فعجزت عنه وعن مارد، فقالت: "تمرد مارد وعز الأبلق"، فسيرته مثلا6. ولا أستبعد كون حصن السموأل من الحصون أو القصور القديمة التي كانت بتيماء. ورثه "السموأل" من آبائه وأجداده، فقد كان البابليون قد بنوا بها قصورا وحصونا، لما اتخذت عاصمة لهم، وسكنها ملكهم، ثم إنها كانت من المدن القديمة العامرة، وقد كانت الأسر الكبيرة الغنية تبني القصور الفخمة في المدن للتحصن بها من الغزو ومن غارات الأعداء عليها، كما كانت الحكومات، ولا سيما حكومات المدن تقيم الحصون القوية المنيعة في المدن، للدفاع عنها، ولتكون مقرا للحكام، وتشاهد إلى اليوم آثار القصور والأبنية الضخمة التي كانت في تيماء. ومما يؤيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015