وروي أن النبي سأل "الرشيد بن سويد" أن ينشده من شعر أمية، فأنشده إياه، فقال: "كاد ليسلم". وأن النبي أنشد قول أمية:
رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال: "صدق، وهذه صفة حملة العرش". وذكر أن معظم شعر أمية كان في الآخرة، كما كان معظم شعر عنترة بذكر الحرب1.
وقد دون "ابن هشام" قصيدة "أمية" التي نظمها يرثي من أصيب من قريش يوم بدر، ومطلعها:
ماذا ببدر بالعقنـ ... ـقل من مرازبة جحاجح
ألا بكيت على الكرا ... م بني الكرام أولي المدائح
كبكا الحمام على فرو ... ع الأيك في الغصن الجوانح2
وذكر أن النبي نهى عن روايتها لما ورد فيها من رثاء قتلى بدر3، ولكني أشك في صحة صدور هذا النهي من الرسول، إذ لو كان الرسول قد نهى عن إنشادها، فكيف دونها "ابن هشام" وغيره، ولا تزال مدونة، وقد قال "ابن هشام" إنه دون القصيدة إلا بيتين نال فيهما من أصحاب الرسول4.
ودون "ابن هشام" قصيدة أخرى لأمية قالها يرثي ويبكي "زمعة بن الأسود" وقتلى "بني أسد"5 من أبياتها:
عين بكى بالمسبلات أبا العا ... ص ولا تذكري على زمعه
لبني مسلم لهم خرت الجو ... زاء لا خاتة ولا خدعه
وهم الهامة الوسيطة من كعـ ... ـب ومن هم كذروة القمعه