فلما بلغ دوسا، قالوا: خذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف1.

وقال "ابن سيرين" أيضا: "كان شعراء المسلمين: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك. فكان كعب يخوفهم الحرب، وعبد الله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب"، وأما شعراء المشركين: فعمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبعرى، وأبو سفيان بن الحارث، وضرار بن الخطاب2.

ولكعب شعر في يوم أحد، فيه:

فجئنا إلى موج من البحر وسطه ... أحابيش منهم حاسر ومقنع

ثلاثة آلاف ونحن نصية ... ثلاث مئين إن كثرنا أو أربع

فراحوا سراعا مرجعين كأنهم ... جهام هراقت ماءه الريح مقلع

ورحنا وأخرانا بطاء كأننا ... أسود على لحم ببيشة ظلع

وله شعر في أيام الخندق، وفي يوم بدر وفي المعارك الأخرى3.

ومن شعر كعب بن مالك قوله:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... فليغلبن مغالب الغالب

وفي رواية:

جاءت سخينة كي تغلب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب4

كانت العرب تعير قريشا بها، لأنهم كانوا يكثرون من أكلها، ولذا كانت تعير بها. والسخينة حساء يؤكل في الجدب. مازح "معاوية" الأحنف بن قيس فقال: ما الشيء الملفف في البجاد؟ فقال: هو السخينة يا أمير المؤمنين. والملفف في البجاد وطب اللبن يلف به ليحمى ويدرك، وكانت تميم تعير به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015