الذين كانوا يهجون النبي1. وقد شك "كيتاني" وكذلك "بروكلمان" في صحة هذا الخبر. ولكن الروايات تؤكد أن الرسول كان يستدعيه أحيانا للرد على شعراء الوفود، وأنه كان يجلس في المسجد ينشد الشعر، والرسول يسمعه. وأن "عمر" مر بحسان وهو ينشد الشعر في مسجد رسول الله، ثم قال: أرغاء كرغاء البكر؟ فقال حسان: دعني عنك يا عمر، فوالله إنك لتعلم لقد كنت أنشد في هذا المسجد من هو خير منك، فما يغير عليّ ذلك، فقال عمر: صدقت2. أو أن "عمر" مر على "حسان" وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال أفي مسجد رسول الله تنشد الشعر؟ فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. أو ما أشبه ذلك3. وروي أن "عمر"، نهى أن ينشد الناس شيئا من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحي والميت وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام4.

وذكر أن أول شعر قاله "حسان بن ثابت" في الإسلام، هو قوله:

فإنا ومن يهدي القصائد نحونا ... كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر5

ولما أسرت "هذيل" بعض المسلمين وباعتهم من قريش، هجاهم "حسان" هجاء مرا، وصفهم فيه باللؤم، واللؤم عند العرب من أقبح المعيبات، إذ قال فيهم:

لو خلق اللؤم إنسانا يكلمهم ... لكان خير هذيل حين يأتيها

ترى من اللؤم رقما بين أعينهم ... كما لوى أذرع العانات كاويها

تبكي القبور إذا ما مات سيدهم ... حتى يصيح بمن في الأرض داعيها

مثل القنافد تخزي أن تفاجئها ... شد النهار ويلقي الليل ساريها6

طور بواسطة نورين ميديا © 2015