ذلك جبانا"1. ولم يشهد مع النبي مشهدا لأنه كان يجبن2. وذكر أنه كان لسنا شجاعا، فأصابته علة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده3. وروي عن "أبي عبيدة" قوله: "اجتمعت العرب على أن أشعر أهل المدر يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف. وعلى أن أشعر أهل المدر حسان بن ثابت". "وقال الأصمعي: حسان بن ثابت أحد فحول الشعراء. فقال له أبو حاتم: تأتي له أشعار لينة. فقال الأصمعي: تنسب له أشياء لا تصح عنه"4.

وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شعر حسان بن ثابت، ولا كعب بن مالك، ولا عبد الله بن رواحة شعرا، ولكنه حكمة"5. وذكر أن "الحارث المري"، قال للنبي: "إني أعوذ بالله وبك من هذا، إن شعر هذا لو مزج بماء البحر لمزجه". وكان حسان قد رآه جالسا مع الرسول، فقال فيه شعرا مطلعه:

يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدا لا يغدر6

ويروى أنه كان إذا عالج شعرا، وعصى عليه، ثم أحكمه وأعجبه، طرب به وربما صاح من الطرب ومن فرحة الانتهاء من الشعر. قال أحدهم: "سمعت حسان بن ثابت في جوف الليل وهو ينوه بأسمائه ويقول: أنا حسان بن ثابت، أنا ابن الفريعة، أنا الحسام، فلما أصبحت غدوت عليه فقلت له: سمعتك البارحة تنوه بأسمائك، فما الذي أعجبك؟ قال: عالجت بيتا من الشعر، فلما أحكمته نوهت بأسمائي! فقلت وما البيت؟ قال: قلت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015