واستقر هناك إلى أن مات بها. وضرب المثل بصحيفة المتلمس1.

و"المتلمس" من "ضبيعة أضجم"، وقد نسبت إلى "الحارث الأضجم"، وكان قديم السؤدد فيهم، كانت تجبى إليه إتاوتهم2.

وقد ذكر "العيني" أن البيت المنسوب إلى "المتلمس"، وهو البيت الذي ضرب به المثل، فقيل صحيفة المتلمس، ونصه:

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها

ليس من نظم المتلمس، ولم يقع في ديوان شعره، وإنما هو لأبي مروان النحوي، قاله في قصة المتلمس حين فر من عمرو بن هند. وكان قد هجا "عمرو بن هند"، وهجاه أيضا طرفة بن العبد، فقتل طرفة وفر المتلمس. وبعد البيت المذكور:

ومضى يظن بريد عمرو خلفه ... خوفا وفارق أرضه وقلاها3

ويحتمل على رأي "بروكلمان" أن تكون قصة الصحيفة مختلفة، وكذلك القصيدة التي ورد فيها ذلك البيت4.

قال الشريف المرتضى: "ويقال إن صاحب المتلمس وطرفة في هذه القصة هو النعمان بن المنذر، وذلك أشبه بقول طرفة:

أبا منذر كانت غرورا صحيفتي ... ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

وأبو منذر هو النعمان بن المنذر، وكان النعمان بعد عمرو بن هند، وقد مدح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015