أهل الوبر. ولهذا نجد مستوطنات أهل المدر، مكونة من أطم كما تسمى في "يثرب"، وقصور كما تسمى في الحيرة وفي قرى عرب العراق، وبتل كما عرفت في اليمامة، وبفضل هذا النظام الدفاعي، حموا أنفسهم من هجمات الأعراب عليهم.

ولطابع الاستقرار الغالب على أهل اليمامة أثر في شعر شعراء اليمامة. يظهر في أساليب شعرائها السهلة وفي البحور التي نظموا بها شعرهم، وهم يقربون بذلك من شعراء عرب العراق أو الشعراء الذين تأثروا بالشعر العراقي، كما يظهر هذا الطابع في المعاني التي تطرقوا إليها، وسبب قربهم في المعاني وفي الصياغة من أهل العراق، هو تشابه الحياة بين عرب الحيرة مثلا وبين أهل اليمامة. فأهل الحيرة حضر أو أشباه حضر، وأهل اليمامة حضر مثلهم أو أشباه حضر، لهم زراعة، ولهم حرف قد احترفوها منذ أمد طويل، ثم إن النصرانية كانت قد انتشرت بين عرب العراق، وقد انتشرت بين أهل اليمامة كذلك، وجذورها وإن لم تكن عميقة راسخة في المحيطين، لكنها كانت قد تأثرت بعقلية أهلهما على كل حال.

ومن شعراء اليمامة المرقش الأكبر، وهو "ربيعة بن سعد بن مالك"، ويقال: بل هو عمرو بن سعد بن مالك، وقيل "عوف بن سعد بن مالك" من "بني قيس بن ثعلبة" من قبائل اليمامة المعروفة، وكان أبوه سيد قومه في حرب البسوس، وهو خال "عمرو بن قميئة"، وله صهر مع طرفة والأعشى ميمون1. ذكر أنه إنما عرف بالمرقش بهذا البيت:

الدار قفر والرسوم كما ... رقش في ظهر الأديم قلم2

ويعد "المرقش" الأكبر من الشعراء العشاق، وله قصة عن حبه ابنة عمه، وعن زواجها أثناء غيابه، ثم بحثه عنها، ونزوله كهفا أسفل "نجران"، ثم احتياله في الوصول إليها، ووفاته بعد ذلك، وهي قصة نجد لها مثيلا في قصص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015