من ديار هضب كهضيب القليب ... فاض ماء الشئون فيض الغروب
أخلفتني بها قتيلة ميعا ... دي وكان للوعد غير مكذوب
وكان الأعشى، إذا زار اليمن تخرف بـ "أثافت"، وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما أجزل له أهل "أثافت" من أعنابهم. وقد ذكرها "الأعشى" في شعره، إذ قال:
أحب أثافت وقت القطاف ... ووقت عصارة أعنابها
وكانت تسمى "درني" في الجاهلية. وإياها التي ذكرها الأعشى بقوله:
أقول للشرب في درني وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل2
وذكر غير "الهمداني" أن "درني" المذكورة في شعر الأعشى، هي ناحية من شق اليمامة. قال الأعشى:
حل أهلي ما بين درني فبادو ... لي وحلت علوية بالسخال
فهي ليست بـ "أثافت"، كما ذكر ذلك "الهمداني"3. نجد الهمداني يذكر "درنا" في مواضع اليمامة. ولما كان "الهمداني" من العلماء بمواضع جزيرة العرب، فلا أعتقد أنه وهم حين ذكر قول "الرئيس الكباري"، إن "درني" هي "أثافت"، فلعل "درني" غير "درنا" اليمامة4.
وقد هجا "الأعشى" "علقمة بن علاثة" من سادات "بني عامر" وأشرافهم. وكان سبب ذلك، أنه مدح "الأسود" العنسي، فأعطاه خمسمائة