من جعل موته في خلافة عثمان ولعل شخصا كان اسمه مثل هذا الإسم، فاشتبه أمره على الرواة، فظنوه صاحب امرئ القيس. ولو كان هو صاحبه لما سكت عشاق الشعر والباحثون عن شعر صاحبه عنه، ولوجدنا له خبرا مع الرسول أو عمر عن حياة امرئ القيس.

وقد أشير إلى "البريد" في شعر "امرئ القيس"، إذ ذكر أنه نادم "قيصر" وأركبه البريد:

ونادمت قيصر في ملكه ... فأوجهني وركبت البريدا

إذا ما ازدحمنا على سكة ... سبقت الفرانق سبقا بعيدا1

وكانت البرد منظومة إلى كسرى، من أقصى بلاد اليمن إلى بابه، أيام وهرز، وأيام قتل مسروق عظيم الحبشة، وكذلك كانت برد كسرى إلى الحيرة: إلى النعمان وآبائه، وكذلك كانت برده إلى البحرين: إلى المكعبر مرزبان الزارة، وإلى مشكاب، وإلى المنذر بن ساوى، وكذلك كانت برده إلى عمان، إلى الجلندى بن المستكبر، فكانت بادية العرب وحاضرتها مغمورتين ببرده، إلا ما كان من ناحية الشام، فإن تلك الناحية من مملكة خثعم وغسان إلى الروم، إلا أيام غلبت فارس على الروم2.

ويرجع الفضل في تخليد شعر "امرئ القيس" إلى "حماد" الراوية، وإلى "أبي عمرو بن العلاء"3. وكان "أبو عمرو بن العلاء" يقول: "فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة"4. وإلى "الفرزدق" الذي كان من أروى الناس لأحاديثه وأشعاره5، وإلى "ابن الكلبي" الذي نجد عنه نقولا في كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة، تخص "امرأ القيس"6، وفي كتاب الأغاني، وهو من أهم الأخباريين الراوين لأخبار كندة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015