وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل1

وقال "أبو عبيدة معمر بن المثنى": "من فضله، أنه أول من فتح الشعر واستوقف، وبكى في الدمن، ووصف ما فيها، ثم قال: دع ذا -رغبة عن المنسبة- فتبعوا أثره، وهو أول من شبّه الخيل بالعصا واللقوة والسباع والظباء الطير، فتبعه الشعراء على تشبيهها بهذه الأوصاف"2.

وقال أبو عبيدة: هو أول من قيد الأوابد، يعني في قوله في وصف الفرس "قيد الأوابد" فتبعه الناس على ذلك.

وقال غيره: هو أول من شبه الثغر في لونه بشوك السيال فقال:

منابته مثل السدوس ولونه ... كشوك السيال وهو عذب يفيص

فاتبعه الناس. وأول من قال: "فعادى عداء" فاتبعه الناس. وأول من شبه الحمار "بمقلاء الوليد" وهو عود القُلة و "بكرّ الأندري"، والكر: الحبل. وشبه الطلل "بوحي الزبور في العسيب". والفرس بتيس الحلب3.

وأورد له علماء الشعر أشياء ذكروا أنه انفرد بها ولم يتمكن أحد من مجاراته بها4، وعابوا عليه أشياء، دافع عنها بعض العلماء، وردوا العائبين عليها. ومما عابوه عليه تصريحه بالزنا والدبيب إلى حرم النساء، وفجوره بالمتزوجات، والشعراء تتوقى ذلك في الشعر وإن فعلته5. وقد فضله "لبيد بن ربيعة" على جميع الشعراء، إذ قال: "أشعر الناس ذو القروح، يعني امرأ القيس".

وقد ذكر علماء الشعر أبيات شعر لامرئ القيس، قالوا إن غيره من الشعراء أخذوها أخذا، مع تغير بسيط وأدخلوها في شعرهم، أو أخذوا أكثر ألفاظها أو معانيها فأضافوا إلى شعرهم. ومن ذلك قول امرئ القيس:

وقوفا بها صحبي عليّ مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015