على ما في الأغاني عن أبي محلم: أن أم الأضبط كانت عجيبة "عجبة" بنت دارم بن مالك بن حنظلة، وخالته: الطموح بن دارم، فحارب بنو الطموح قومًا من بني سعد، فجعل الأضبط يدس إليهم الخيل والسلاح ولا يصرح بنصرهم خوفا من أن يتحزب قومه حزبين معه وعليه. وكان يشير عليهم بالرأي، فإذا أبرمه نقضوه وخالفوا عليه، وأروه مع ذلك أنهم على رأيه فقال في ذلك هذه الأبيات. وهو الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقريع، بضم القاف وفتح الراء، هو أبو جعفر، الملقب بأنف الناقة" "وهو جاهلي قديم"1.
وكان من فرسان العرب، "وكان أغار على بني الحارث بن كعب، فقتل منهم وأسر وجدع وخصى، ثم بنى أطمًا، وبنت الملوك حول ذلك الأطم مدينة صنعاء، فهي اليوم قصبتها"2. وهو شاعر قديم، يزعم بنو تميم أنه أول من رأس فيهم3.
وروي أنه هو صاحب المثل: "بكل واد بنو سعد". وهو شبيه بالمثل: "بكل واد أثر من ثعلبة". الميداني "1/ 84، 94"، وكان الأضبط قد تأثر من قومه بني سعد، فتحول عنهم إلى آخرين، فلما رأى ظلمهم وعسفهم قال: "بكل واد بنو سعد"4، أو أنه قال: "أينما أوجه ألق سعدا".
والمعمر في نظر العرب، هو من عاش فوق المائة. "ولا تعدّ العرب معمرًا إلا من عاش مائة وعشرين سنة فصاعدا"5. والعادة عندهم، أنهم إذا وصلوا إلى نهاية حياة المعمر ينصبون له مجلس توديع، يجمعون فيه ولده وآله وأقاربه وسادات قبيلته أحيانا، ليوصيهم بما حصل عليه من حكم الأيام وتجاربها، ثم قد يختمونها بشعر. وهي متشابهة في المعاني، لأنها في موضوع نصح وحكم،