من الخبر المبيّن أن يعُوه ... وما تغني النصيحة والشفاء
فنفسي وابنتايَ وأم ولدي ... لنفس نبينا هود فداء
أتانا والقلوب مصمدات ... على ظلم وقد ذهب الضياء
لنا صم يقال له صمود ... يقابله صداء والهباء
فأبصره الذين له أنابوا ... وأدرك من يكذبه الشقاء
فإني سوف ألحق آل هود ... وإخوته إذا جن المساء1
فلما هلكت هاد، فلم يبق منهم إلا "الخلجان"، قال:
لم يبق إلا الخلجان نفسه ... يا لك من يوم دهاني أمسه
بثابت الوطء شديد وطسه ... لو لم يجئني جئته أجسه2
ورووا شعرًا لأحد شعراء ثمود اسمه "مهوس بن عنمة بن الدميل" هو قوله:
وكانت عصبة من آل عمرو ... إلى دين النبي دعوا شهابا
عزيز ثمود كلهم جميعا ... فهم بأن نجيب ولو أجابا
لأصبح صالح فينا عزيزا ... وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا
ولكن الغواة من آل حجر ... تولوا بعد رشدهم ذنابا3
ويروي أهل الأخبار أنه قد كان لأهل الجاهلية شعر كثير قيل في عاد وثمود وأمورهم، يأتون به دليلًا على شهرة أمرهم عند العرب في الجاهلية والإسلام4. من ذلك ما أوردوه على لسان "أفنون" التغلبي، من قوله:
لو أنني كنت من عاد ومن إرم ... غذيّ سخْل ولقمان وذا جدان5
ومن هذا القبيل ما نسب إلى "عمرو بن الحارث بن مضاض" الجرهمي، وإلى "الحارث بن مضاض"، من شعر. وهو عند أهل الأخبار أحد المعمرين