وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقد زيد فيها وطوِّلت، بحيث صار لا يعرف أين منتهاها1. وقد أورد ابن هشام أشعارًا نسبها إلى أبي طالب منها قصيدته التي رد فيها على قريش حين عرضت عليه تسليم النبي لهم، على أن يعطوه في مقابله عمارة بن الوليد، وقد دوَّنها ابن هشام، وذكر أنه ترك منها بيتين أقذع فيهما2. ومنها قصيدة:
ولما رأيت القوم لا ودَّ فيهم ... وقد قطعوا كل العُرى والوسائل
وهي قصيدة طويلة، قال عنها ابن هشام: "وبعض أهل العلم ينكر أكثرها"3.
ومن هذا القبيل ما وضع من شعر في الأحداث التي وقعت بين المسلمين والمشركين في أيام الرسول، مثل معركة بدر وبقية المعارك، فقد وضع الناس شعرًا كثيرًا على لسان المسلمين والمشركين، ونجد ابن هشام يقول في تعليقه على شعر لأبي أسامة معاوية بن زهير، وكان مشركًا، وقد مر بهبيرة بن أبي رهم، وهو منهزم: "وهذه أصح أشعار بدر"4، ونجد ابن هشام، يعلق ويصحح ويشكك في صحة بعض هذا الشعر الذي أخذه من ابن إسحاق وقد طعن على ابن إسحاق لأنه أخذ مثل هذا الشعر فأدخله في السيرة، مع أنه شعر مصنوع5.
ومن هذا القبيل ما روي من أهل امرأة من حضرموت ثم من "تنعة" صنعت لرسول الله كسوة، أرسلتها مع ابنها كليب بن أسد بن كليب إلى رسول الله، فأتاه بها وأسلم، فدعا له، فقال حين أتى النبي:
من وشَزِ برهوت تهوى بي عذافرة ... إليك يا خير من يحفى وينتعل
تجوب بي صفصفًا غبرًا مناهله ... تزداد عفوًا إذا ما كلت الإبل