وبالمعنى المتقدم نطق التبع "تبع بن كليكرب"، حيث قال:

شهدتُ على أحمد أنه ... رسولٌ من الله باري النسم

فلو مدَّ عمري إلى عمره ... لكنت وزيرًا له وابن عم

ولم يكتف أهل الأخبار بكل هذا، بل زعموا أنه كان كسا البيت وأنه قال في ذلك:

وكسوت بيت الله غير كسائه ... حذر العقاب ليرحم الرحمن

ومقالة الحبرين واليوم الذي ... يتلى الكتاب وينصب الميزان1

وزعموا أن التبع "تبع بن حسان"، أو "تبع الأوسط" كسا البيت الحرام وأطعم الناس بمكة، وقوّلوه هذا البيت:

فكسونا البيت الذي حرم اللـ ... ـه ملاء معضدًا وبرودا2

فالتبابعة هم أول من كسا البيت، وأول من آمن بالله وبرسوله، كانوا مسلمين قبل ظهور الإسلام، وقبل ميلاد الرسول بعشرات المئات من السنين.

ونسبوا لذي جدن الحميري الملك شعرًا، ذكر فيه الموت، حيث يقول:

لكل جنبٍ اجتبى مضطجع ... والموت لا ينفع منه الجزع

اليوم تجزون بأعمالكم ... كل امرئ يحصد مما زرع

لو كان شيء مفلتًا حتفه ... أفلت منه في الجبال الصدع

ونسبوا له أشعارًا أخرى3. وذو جدن من أذواء اليمن، والأذواء بعضهم ملوك وبعضهم أقيال، والقيل دون الملك، والمقول: القيل أيضًا بلغة أهل اليمن. وقد ذكر صاحب "خزانة الأدب" أسماء عدد من الأقيال4. فذو جدن هذا شاعر، متفلسف يذكر الناس بالموت وبما بعد الموت، حيث تجزى كل نفس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015